شارك السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان في حفر نفق تحت مدينة القدس المحتلة، وقال فريدمان أثناء مشاركته في هذا الحدث الخطير "تسألونني لماذا أنا هنا؟"، والإجابة هي هامّة، خصوصًا هذا الأسبوع، الذي نحتفل فيه بذكرى إعلان استقلال الولايات المتحدة. ويضيف فريدمان أن هذا الإعلان قد غيّر الطريقة التي نتطرق فيها للعلاقة بين الشعب وبين الحكومة. حقوقنا لم يعطنا إياها الجمهوريون أو الديمقراطيّون، إنما الربّ. وكيف عرف آباؤنا ما هي الحقوق؟ الإجابة أنهم قرأوا ذلك في التناخ (الكتاب المقدّس اليهودي). ومن أين جاء التناخ؟ من أين جاءت التوراة؟ من هذا المكان (يشير إلى مدينة القدس). هذا المكان هو موقع أثري للولايات المتحدة، مثلما هو موقع أثري ل(إسرائيل). هذا هو سبب العلاقة المتينة والصلبة بين البلدين. نحن نريد قول الحقيقة، أن نروي التاريخ والتناخ. وهذه هي الحقيقة، وهذه هي الطريق الوحيدة". انتهى كلام السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان.
وهذا الحديث الصادر عن ديفيد فريدمان؛ يشير إلى أن إدارة ترامب قد انحازت لصالح الرؤية الصهيونية للحل السياسي بشكل كامل حيث يقدم تصريح السفير الأمريكي فريدمان عدة اشارات هامة وخطيرة حول طبيعة الصراع مع الاحتلال وشكل التحديات التي ستواجهها المنطقة في المرحلة المقبلة وهي:
- هذا التصريح يستثير العواطف الدينية في الصراع بشكل غير معهود على الادارات الامريكية السابقة، ويأتي منسجماً مع الطموحات الصهيونية الساعية لاعتبار (إسرائيل) دولة يهودية، متجاهلا أثر هذا الدعم الغير منضبط بالمعاهدات والقوانين الدولية علي الفلسطينيين؛ ليس في القدس والضفة الغربية فحسب؛ بل على الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 1948، وما سيترتب عليه من العمل على تنفيذ التهديدات الموجهة ضدهم بالتهجير القصري الذي قد يتعرضون له.
- يفسر هذا التصريح أيضاً الإصرار الصهيوني والضغوط المفروضة على الفلسطينيين للقبول بمسألة تبادل الأراضي والذي تسعى (إسرائيل) من خلاله إلى ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى الموجودة في الضفة الغربية مقابل ضم التجمعات العربية داخل حدود 1948 سواء شمال الضفة أو جنوبها الي الضفة الغربية بغرض الوصول إلى دولة (إسرائيل) اليهودية الخالية من غير العرب الفلسطينيين.
- يبرز هذا التصريح الانحياز الامريكي منقطع النظير الذي يصل الي حد التحالف الاستراتيجي بين الادارة الامريكية والمشروع الصهيوني في تفاصيل التفاصيل لمجموعة قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية القدس عاصمة فلسطين، وقضية اللاجئين، ومسألة تبادل الأراضي.
- يبرز هذا التصريح الخطير عن نية مبيته للإدارة الامريكية الي المشاركة العسكرية مع الصهاينة على الارض المحتلة عام 48 حماية للمشروع الصهيوني عندما يقول: "هذا المكان هو موقع أثري للولايات المتحدة، مثلما هو موقع أثري لإسرائيل".
- هذا التصريح يشير الي وحدة الحاضر والمستقبل بين المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي في المنطقة.
لذلك نستنتج مما سبق عدة دلالات هامة وخطيرة:
- أن الادارة الأمريكية لا تعبأ ولا تكترث بالقانون الدولي ولا بمقررات الشرعية الدولية.
- أن الإدارة الأمريكية تدعم الاستيطان في القدس والضفة الغربية وتشرعن للصهاينة استعمال القوة في تنفيذ السياسة الاستيطانية الصهيونية في أراضي القدس والضفة الغربية.
- هذا التصريح فيه شرعنه واضحة لمسألة الدولة اليهودية، رغم مخالفة ذلك للقانون والاتفاقيات الدولية.
- أنه لا مستقبل سياسي لأي مشروع حل سياسي للقضية الفلسطينية في ظل التفرد الأمريكي في رعاية أية مفاوضات سياسية.
- هذا الموقف يفسر الابتزاز السياسي الذي يتعرض له الفلسطينيون سواء من الادارة الأمريكية أو من الحكومة الصهيونية.
وبناء عليه فإن هذا الوضع يستدعي من القيادة الفلسطينية توحيد الموقف الفلسطيني وانهاء حالة الخلاف على الساحة الوطنية والتوافق على مشروع سياسي واحد للتقدم نحو الاهداف الوطنية من خلال حاضنة عربية بالتنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية لإسقاط مشروع الوطن البديل الذي يطل برأسه من وقت لأخر، ولكي تدعم هذه الحاضنة النضال الوطني الفلسطيني في ظل هذا التآمر الامريكي الصهيوني على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.