تواصل الإدارة الأمريكية مواقفها المعادية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بإصدار قرارات تعسفية هي حرب ضد الأمة العربية والإسلامية، وليس فقط ضد فلسطين وشعبها، لأن التساوق بين أطراف الصهيو- أمريكية لإمعان السيطرة والهيمنة على بوابات الشرق الأوسط ، وسرقة موارده يأتي في سياق تقويض أركان ما تبقى من دول عربية إسلامية، لتكون القوة والنفوذ في يد الاحتلال الإسرائيلي رأس الحربة الاستعمارية في منطقتنا وبوابة الولايات وحلفائها، وما الربيع العربي إلا خريف أصاب الشعوب العربية وكياناتها الاجتماعية والاقتصادية إضافة للكيانات السياسية وأنظمتها ، فشاهدنا الانهيارات وتآكل الثروات العربية، لتصب في الخزائن الأمريكية والإسرائيلية.
وفي استعراض سريع للقرارات الأمريكية بعد قرار إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، قرار اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها لجرائم حرب ، لذلك فإن الشعب الفلسطيني سيستمرفي مقاومة ورفض القرارات الأمريكية والسياسات الإسرائيلية الراميةإلى إدامة الاحتلال والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية.
إن المتتبع للواقع الفلسطيني وما يتعرض له شعبنا من جرائم الاحتلال يجب أن يتساءل ماذا بعد قرارات ترامب ؟وماذا بقي للعرب؟، ما يحتم علينا كفلسطينيين بقواه الحية أن تعمل على إنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية التي هي مصدر قوة للشعب الفلسطيني، للصمود في وجه الاحتلال والإدارة الأمريكية وإفشال مخططاتهم.
فالقرار الأمريكي الهادف إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين هو مقدمة لسلسلة إجراءات تصب في خانة جرائم الحرب، وما وقف المساعدات المقدمة إلى وكالة الغوث الدولية إلا البداية بهدف إخفاء الشاهد المادي على وجود قضية اللاجئين، ولتوطينهم وإسدال الستار على قضيتنا الوطنية مستندين إلى منطق القوة والبلطجة والغطرسة التي هي رأس الإرهاب في العالم في الوقت الذي تمارس فيه دورها على أنها الحامية لحقوق الإنسان ، ناهيك عن استخدامها حق النقض الفيتو تجاه أي قرار لصالح الشعب الفلسطيني تأييدًا للاحتلال الإسرائيلي وانحيازًا للظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني فالقرارات الجائرة والظالمة واللاأخلاقية للإدارة الأمريكية التي تهدف إلى المساس بحقوقنا ليس ذلك فحسب وإنما لطمسها وإزالتها من ذاكرة العالم، هذه القرارات يتصدى لها الشعب الفلسطيني بقيادته الوطنية وكافة قواه الحية التي ترفض قرارات ترامب وإدارته.
وأمام هذ الواقع لا بد من مواجهة التحديات بالصمود الذي دعامته وركيزته الوحدة الوطنية لأنها قارب النجاة لشعبنا وقضيته.